النظام الرأسمالي
الانسان قد عرف خلال المراحل المختلفة التاريخ نظما اقتصادية عديدة
النظام البدائي ، ونظام الرق.. والنظام الإقطاعي، والنظام الحرفي ، إلا أن
هذه النظم جميعها قد تجاوزها الزمن بفعل التطور، ولم يعد قائما من هذه
النظم الاقتصادية سوى النظام الرأسمالي بالإضافة إلى عدد من التطبيقات
المحدودة للنظام الاشتراكي ..
ولقد استخدم تعبيره الراسمالية ، للدلالة على مرحلة تاريخية معينة
وهي تلك التي تلت النظام الحرفي ابتداء من القرن السادس عشر .. وقد
كانت الرأسمالية في مرحلتها الأولى راسمالية تجارية نظرا لسيطرة رأس
المال التجاري على مجمل النشاط الاقتصادي .. ثم حدثت بعد ذلك تطورات
هامة أدت إلى سيطرة الصناعة ورأس المال الصناعي على النشاط
الاقتصادي ، فتحولت الرأسمالية التجارية إلى رأسمالية صناعية. وفي
مرحلة ثالثة يؤرخ لها بالربع الأخير من القرن التاسع عشر تحولت
الرأسمالية الصناعية إلى رأسمالية مالية حينما أصبح راس المال المالي
تداخل رأس المال الصناعي مع رأس المال المصرفي) هو رأس المال المسيطر.
على هذا النحو يفرق من حيث نوع رأس المال السائد بين مرحلة الرأسمالية
التجارية ، ومرحلة الرأسمالية الصناعية ومرحلة الرأسمالية المالية ..
ومن زاوية نوع الصراع الذي يقوم بين أجزاء رأس المال ، يفرق بين
رأسمالية تنافسية ورأسمالية احتكارية. فقد تميزت رأسمالية القرنين السابع عشر والثامن عشر بكثرة وحدات الإنتاج وصغر حجمها . ومن ثم لم
يكن في مقدور أي منها أن يسيطر على السوق بل كانت تخضع له ، ولذلك
تسمى هذه الرأسمالية راسمالية تنافسية ، اما رأسمالية القرنين التاسع
عشر والعشرين تتميز بسيطرة الوحدات الإنتاجية الضخمة التي تحتكر
الأسواق القومية والدولية ، ولذلك تعرف هذه الرأسمالية بالرأسمالية
الاحتكارية .. وسوف تقتصر معالجتنا للنظام الرأسمالي على بيان عناصره.
وتقديره . وعلى عرض لأهم التطورات المعاصرة التي لحقت به ومال
الرأسمالية ، وذلك في أربعة مباحث متتالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق